السبت، 18 أبريل 2015

ليلة القدر


ليلة القدر، هي إحدى ليالي شهر رمضان وأعظمها قدراً، حيث ورد في القرآن أنها خير من ألف شهر ، وأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن . وتفسير هذا كما ورد في بعض الروايات عن عبد الله بن عباس أنها الليلة التي أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الدنيا يسمى "بيت العزة، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقًا على حسب الأسباب والحوادث . فأول ما نزل منه كان في تلك الليلة نزلت أول خمس آيات منسورة العلق.
يؤمن المسلمون ان الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا وبين أنها خير من الف شهر فقال :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل في ألف شهر. ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، ومن أكثر علماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، قال رسول الله  :"من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه" رواه البخاريّ.
وقيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها إن كان عدد الركعات قليلاً أو كثيرًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة، فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة ثم قال الله :{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ويروى عن رسول الله أنه قال :"إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر"فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وءاجالهم إلى قابل، وليس الأمر كما شاع بين كثير من الناس من أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي توزع فيها الأرزاق والتي يبين فيها ويفصل من يموت ومن يولد في هذه المدة إلى غير ذلك من التفاصيل من حوادث البشر بل تلك الليلة هي ليلة القدر كما قال ابن عباس ترجمان القرءان فإنه قال في قول القرآن :{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }هي ليلة القدر، ففيها أنزل القرءان وفيها يفرق كل أمر حكيم أي كل أمر مُبْرَم أي أنه يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام القابل. ثم قال الله :{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} فليلة القدر سلام وخير على أولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى، وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر. عن عائشة ا قالت :"قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي" وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره :"ربّنا ءاتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار".
ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة. فأما العلامات المقارنة فذكر منها: قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، و طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، و أن الرياح تكون فيها ساكنة. وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث أبي بن كعب - أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها" 
ليلة القدر
 (وهي باقية ، في العشر الأواخر من رمضان ، وتنتقل بين الأوتار من لياليها، و تخصيص العمرة فيها بدعة ، و يندب فيها القيام ، و ينال الإنسان أجرها وإن لم يعلم بها (بليلتها) (الشرح الممتع\ج6-ص490 –498)
-         علامات ليلة القدر (الشرح الممتع\ج6-ص498) :
1-             قوة الإضاءة و النور في تلك الليلة
2-              طمأنينة القلب و انشراح صدر المؤمن
3-              سكون الريح
4-              قد يُرى الإنسان الليلة في المنام
5-              وجود اللذة في القيام
6-               و من العلامات اللاحقة : غياب شعاع الشمس في صبيحتها

الاعتكاف
 ملازمة الشيء . لزوم مسجد لطاعة الله تعالى (الشرح الممتع\ج6-ص501)
-        يسن في العشر الأواخر من رمضان ولا نبدع من اعتكف في غيرها (الشرح الممتع\ج6-ص507) ولا يُشترط له الصوم ، ويجب بالنذر  (الشرح الممتع\ج6-ص509)
-        يجوز الاعتكاف في كل المساجد (التي تقام فيها الجماعة  الشرح الممتع\ج6-ص511) وفي المساجد الثلاثة أفضل (المسجد الحرام في مكة ، و مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة ، و المسجد الأقصى في القدس المحتلة) (الشرح الممتع\ج6-ص505)
-         وقت الاعتكاف يصرف في الطاعات الخاصة كالصلاة "في غير وقت النهي (الشرح الممتع\ج6-ص529)" و الذِّكر و قراءة القرآن (الشرح الممتع\ج6-ص503) وهي في الاعتكاف أفضل من الاشتغال بطلب العلم إلا إذا كان العلم نادر لا يحصل له إلا في هذا الوقت (الشرح الممتع\ج6-ص529)
-         لا يبيع المعتكف و لا يشتري ، و زيارة الأهل و الأصدقاء للمعتكف و تخلل ذلك بالأحاديث المحرمة مناف لمقصود الاعتكاف (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص 543)
-         إذا دعت الحاجة للمعتكف بتعليم أحد فلا بأس و الأفضل الاشتغال بالعبادات الخاصة (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص549)
-         الإمام الذي تعهد أمام الحكومة رسمياً بإمامة مسجد لا يجوز له أن يعتكف في غيره و يدع مسجده (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص550)
-         يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج الناس إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف فيه (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص550)
-         قضاء حوائج المسلمين إذا كان الإنسان معنياً بها (وقت الاعتكاف) فلا يعتكف لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعد ، و النفع المتعدي أفضل من النفع القاصر ، إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام و واجباته (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص551)  
-         يجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد إذا أُمنت الفتنة و إلا فلا (الشرح الممتع\ج6-ص511) و إذا اعتكفت في مسجد لا تُقام فيه الجماعة فلا حرج عليها ما لم تكن هناك فتنة (الشرح الممتع\ج6-ص512)
-         من لم تجب عليه الجماعة كالمريض و من له عذر تَرْك الجماعة يجوز له الاعتكاف في مسجد لا تقام فيه الجماعة (الشرح الممتع\ج6-ص513)   
-         مصليات البيوت أو المكاتب و مصليات النساء في مدارس البنات و غيرها لا يصح الاعتكاف فيها (للمرأة أو للرجل) لأنها ليست مساجد حقيقة ولا حكماً (الشرح الممتع\ج6-ص513)
-         من عين (بالنذر) الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة لمزية شرعية لذلك المسجد (ككثرة الجماعة أو قدم المسجد أو كونه مسجداً جامعاً) فإنه يتعين ،لأن النذر يجب الوفاء به، ولا يجوز العدول إلى دونه (دون المسجد في المزية) ويجوز نقله إلى مسجد يفوقه في المزيّة (الشرح الممتع\ج6-ص520)
-         من نذر الاعتكاف زمناً معينا دخل معتكفه عند غروب شمس آخر يوم قبل اليوم المعين و يخرج إذا غربت شمس آخر يوم محدد (الشرح الممتع\ج6-ص521)
-         يلزم التتابع في النذر عند تعيين زمن معين (الأسبوع القادم ، العشر الأوائل من شهر كذا) ولا يلزم التتابع إذا نذر عدداً (عشرة أيام ، أسبوعاَ ولم يعين الأسبوع)  (الشرح الممتع\ج6-ص522)
-         لا يخرج المعتكف من المسجد إلا للضرورة (الأكل و الشرب قضاء الحاجة "البول و الغائط" الاغتسال من جنابة، الوضوء، الحصول على زيادة للملابس إذا اشتد البرد …) (الشرح الممتع\ج6-ص523)
-         لا يعود المعتكف مريضاً إلا أن يشترطه ، ولا يشهد جنازة إلا أن يشترطه "ما لم يتعين عليه كأن لا يجد من يغسلها أو يحملها إلى المقبرة صار هذا من الذي لابد منه" (الشرح الممتع\ج6-ص523) وإذا لم تكن هناك مصلحة فعدم الاشتراط أولى ، و مع وجود المصلحة يكون الاشتراط أولى "كأن يكون للمريض حق عليه أو يكون بعدم حضوره قطيعة للرحم" (الشرح الممتع\ج6-ص524)
-          وطء الزوجة يفسد الاعتكاف وإن اشترطه ، و يكون شرطه باطل (الشرح الممتع\ج6-ص528) كل شرط أحل ما حرم الله فهو باطل (الشرح الممتع\ج6-ص529)
-         على المعتكف ترك ما لا يعنيه ، و يجوز أن يزوره أحد أقاربه ويتحدث إليه ساعة من زمان (الشرح الممتع\ج6-ص530)
-        يعتكف الولي عن الميت إذا نذر الاعتكاف (الشرح الممتع\ج6-ص459) ولا بديل له (لا يجزئ عنه) إلا ذلك (الشرح الممتع\ج6-ص460)
-         يخرج المعتكف من اعتكافه إذا انتهى رمضان ، و ينتهي رمضان بغروب الشمس ليلة العيد ، و العشر الأواخر تبتدئ بغروب الشمس ليلة العشرين من رمضان (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص551)
-          إذا أمر الوالدان الابن بعدم الاعتكاف و ذكرا مبرراً فإنه لا يجوز له الاعتكاف لأن طاعتهما فرض و الاعتكاف سنة و الفرض مقدم على السنة (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص552) 
-         ترك الوظيفة التي تجب على المسلم للاعتكاف الذي هو سنة لا يجوز (فتاوى ابن عثيمين\ج1-ص552)

تم بحــمــد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اضف تعليقا اكرمك الله