السبت، 18 أبريل 2015

شهر رمضان

شهر رمضان 
في كل سنة نستقبل ضيفاً عزيزاً على قلوبنا وهذا الضيف لا يأتي في العام إلا مرة واحدة فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وشهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين وفيه ليلة عظيمة ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ويستحب في هذا الشهر تعجيل الإفطار وتأخير السحور قال النبي "لاتزال أمتي بخير ما قدموا الفطور وأخروا السحور" وفيه تجب القيام بالأعمال الصالحة ولا تنسى ذكر الله والاستغفار مع قراءة كتاب الله عز وجل
تعريف شهر رمضان :- 
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري ياتي بعد شهر شعبان . ويعتبر هذا الشهر مميزا عند المسلمين عن باقي شهور السنة الهجرية. فهو شهر تنزل القران و الصوم والاستغفار وصلاة التراويح . يمتنع في أيامه المسلمون عن الشراب والطعام والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس.
كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين ؛ لأنهم يؤمنون أن بدأ الوحي وأول ما نزل من القرآن على النبي محمد بن عبد الله كان في ليلة القدر من هذا الشهر في عام 610 م،حيث كان رسول الله في غار حراء عندما جاء إليه الملك جبريل، وقال له "اقرأ باسم ربك الذي خلق" وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن، والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في رمضان، ثم كان جبريل ينزل به مجزئاً في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
أصل التسمية لرمضان :- 
اختلف في اشتقاق كلمة رمضان فقيل: إنه من الرمض وهو شدة الحر فيقال: يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشتدّ عليهم قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به.
فيه ليلة القدر .
و ليلة القدر تردد ذكرها في القرآن ثلاث مرات في السورة المسماة بسورة القدر وهي الايات الثلاث الاولى:
  1. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر : 1]
  2. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [القدر : 2]
  3. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر : 3]
  4. ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة))
وهي الليلة التي نزل فيها القرآن بدلالة الاية الاولى , وهي ليلة عظيمة عند الله تعالى بدلالة ما جاء في الاية الثانية , وكما وصفتها الاية الثالثة بانها خير من الف شهر .
فيها تنزل الوحي جبريل عليه السلام للقاء محمد صلى الله عليه وسلم و وضع في فمه اول ايات القرآن وهي "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1] فتحققت نبوءة موسى عليه السلام التي وصفها في التوراة حسب ما جاء بسفر تثنية التثنية 18:18 (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ،
19:18 " وَأَجْعَلُ كَلَامِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ وَيَكُونُ أَنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ لِكَلَامِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ) ليلة القدر :- مختلف في موعدها - لان الله ورسوله لم يحدداه في القرآن او السنة - وما حدده رسول الله لها أنها ليلة من الليالي الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان .
لفظ اسم رمضان لم يأتي في القران سوى مرة واحدة وتر في سورة البقرة وهي الاية 185 " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 185]

في هذه الاية تنزل :-
  1. بيان نزول القرآن في هذا الشهر " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ "مع بيان رباني عظيم يبين الغرض من هذا التنزيل " هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
  2.  تشريع الصيام كفريضة عين على كل مسلم "فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ "  مع الاجازة لغير المقتدر" وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" مع بيان سبب الاجازة " يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ  "
  3. ثم جاء تأكيد وتفصيل الفريضة "وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ  " 
  4. واختتمت الاية ببيان الغرض من هذه الفريضة وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
رؤية هلال رمضان :
رؤية الهلال هي عملية تحري رؤية ميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري وهو مهم جداً في تحديد أشهر السنة الهجرية والتي ترتبط الشعائر الإسلامية بها.
تبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها.
أما اتجاه النظر فيكون في جهة الغرب، قرب مغطس الشمس، إلى الجنوب قليلاً من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات وذلك بسبب قربه من الشمس وتأثره بالإضاة الناتجة عن شفق الشمس، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلاً مما يصعب من إمكانية الرؤية.
ويفضل أن يكون الرصد في ألأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، كما أن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد.
الهلال الذي يُتحرى في عملية الرصد هو هلال أول الشهر لا هلال آخر الشهر، ولذلك يتم التحقيق مع الشاهد الذي يدعي رؤية الهلال، ويتم سؤاله عن أوصاف الهلال للتحقق من أن هذا الهلال هو الذي نبحث عنه.
  • هلال أول الشهر يقع إلى الجنوب من المكان الذي غطست فيه الشمس بعد الغروب، أما هلال آخر الشهر فتستحيل رؤيته بعد غروب الشمس وإنما يغطس قبل الشمس إلى الشمال قليلاً من المكان الذي ستغطس فيه الشمس بعده.
  • يكون قرنا هلال أول الشهر إلى الأعلى ويتجهان جنوباً، أما هلال آخر الشهر فان أمكنت رؤيته قبيل الغروب في جهة الغرب فإن قرناه يتجهان إلى الأسفل والشمال.
  • جهة الرصد دائماً هي الأفق الغربي ولا عبرة برؤية الهلال فجراً في جهة الشرق، لأنه بالضرورة عندها هو هلال آخر الشهر الذي نحن فيه وليس هلال الشهر الجديد.
    • وضع علماء الرصد الفلكي شروطاً محددة للحالات التي يمكن فيها رؤية الهلال، وقد نوقشت هذه الشروط من قبل المختصين في المؤتمرات والملتقيات الفقهية الإسلامية، وهناك بعض التفاوت بين هذه الشروط بحسب أصحابها من علماء الفلك، وبالجملة فان هذه الشروط تدور حول ما يلي :
    • عمر الهلال.
    • البعد الزاوي عن الأفق.
    • البعد الزاوي عن الشمس.
فضل شهر رمضان :
من فضل شهر رمضان ان فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، لقول رسول الله محمد إذا كانت أول ليلة من رمضان ‏ ‏صفدت ‏ ‏الشياطين‏ ومردة ‏الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا ‏ ‏باغي ‏ ‏الخير أقبل ويا ‏باغي ‏الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة . 
ويغفر الله لمن صام رمضان لقول رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ."
وفي صيام رمضان تزكية للنفس وقرب من الله
.وقت الصيام في رمضان من بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس, ورد في القرآن ((..وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل..)) (الآية 187 من سورة البقرة) 
وقبل الصيام يكون ما عرفه المسلمون بوجبة السحور السابقة مباشرة للصيان وسُميت بالسحور نسبة الى وقتها المعروف بالسحر وهو الوقت السابق لبزوغ الفجر والسحور سنة نبوية مستحبة لقوله صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة"
من سنن الصوم :
1.  أن يمتنع المسلم عن الكلام البذيء والفعل السيئ قال تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" و كما ورد في الحديث الشريف "إذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل اللهم إني صائم"
رمضان والقرآن :- 
في هذا الشهر الله عزوجل أنزل القرآن على رسوله محمد في شهر رمضان وبالتحديد في ليلة القدر وهي ليلة يرجح البعض أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، ويرى آخرون أنها غير معلومة على وجه التحديد، وإنما هي في العشر الأواخر، وفي ليالي الوتر أوكد. ونزول القرآن، قيل إن أول آية نزلت على النبي في رمضان، وذلك كما ورد في حديث الرسول حين نزل عليهجبريل قائلاً : اقرأ ! فقال محمد صلي الله عليه و سلم : ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم } فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده)) 
و من قبل ذلك شهد هذا الشهر نزولاً آخر، إنه نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر، قال الله ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) ، قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة [ النسائي والحاكم ]، وقال ابن جرير : نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد على ما أراد الله إنزاله إليه.
صلاة التراويح هي صلاة نافلة يصليها المسلمون (السنة) في رمضان, وقتها بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، صفتها مثنى مثنى ثم يوتر بواحده أي ركعتين ركعتين ثم يصلي ركعة واحدة يدعو فيها بما شاء من خيري الدنيا والاخرة، لم يصلها الرسول (جماعة) إلا ثلاثة ليال حتى لا تفرض على المسلمين إلا أنه كان يصليها طول حياته ولم يكن يدع قيام الليل لا سفراً ولا حضراً، وسن عمر بن الخطاب صلاتها جماعة حتى لا تتعدد الجماعات في المسجد الواحد حيث قال عنها " نعمت البدعة"
عيد الفطر :- 
يحتفل المسلمون في أول أيام شهر شوال (الشهر الموالي لشهر رمضان في التقويم الهجري) بعيد الفطر (ويسمى أيضاً عيد رمضان والعيد الأصغر) لمدة ثلاثة أيام. تسن صلاة العيد عند شروق في أول يوم من العيد.
زكاة الفطر:-
زكاة الفطر هي فرض على المسلمين جميعاً، رجال ونساء، كبار وصغار بشرط أن يمتلك الفرد قوت يوم وليلة العيد، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد فلو اخرجها شخص بعد الصلاة فلا تعتبر زكاة فطر بل صدقة من الصدقات ويجوز إخراجها قبل يوم أو يومين من العيد حسب التشريع الإسلامي.
عقوبة المجاهر بالافطار في رمضن :
دينيا : عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا، فَقَالا: اصْعَدْ فَقُلْتُ: إِنِّي لا أُطِيقُهُ فَقَالا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ".
قانونيا :-
تنص قوانين بعض البلدان المسلمة بمعاقبة المجاهرة بالإفطار في رمضان، تختلف العقوبة من بلد لأخر من غرامة مالية إلى مدة محدودة من السجن أو تنفيذ خدمات مدنية.

تم بحــمــد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اضف تعليقا اكرمك الله